المحاسبة والضرائب

أهمية وفائدة ضريبة القيمة المضافة للإقتصاد

تُعد ضريبة القيمة المضافة أو فيما يُعرف بمصطلح VAT أحد أكثر الأمور الشائعة التي يغفل عنها أصحاب المشاريع بالرغم من أنها كافية لإغلاق أي مشروع كونها مسألة تتعلق بالمحاسبة الضريبية وحالياً لا يُمكن بأي حال من الأحوال إنشاء شركة أو متجر سواء الكتروني أو غيره بدون فرض ضريبة القيمة المضافة على السلع والتي عادة ما تكون بنسبة مُعنية حسب نوع المنتج وحسب الدولة، وإذا كُنت مُهتم بمعرفة المزيد عنها ففي هذا المقال سنتحدث عن ضريبة القيمة المُضافة بشكل أكثر تفصيلاً.

ما هي ضريبة القيمة المضافة؟

تُعَرف ضريبة القيمة المضافة أوVAT "Value Added Tax"بأنها ضريبة استهلاك غير مُباشرة تُفرض على المنتجات والخدمات التي يتم تقديمها من طرف الشركات وعلى الاستهلاك المحلي للسلع والخدمات ويتم إضافة القيمة في كل مرحلة من مراحل سلسلة التوريد والاستيراد أي بداية من الإنتاج وحتى نقطة البيع، وحالياً تستخدم أكثر من 160 دولة حول العالم ضريبة القيمة المضافة.
وكل عام نجد دُول أُخرى قامت بفرضها لأن لها تأثير مُهم جداً على الاقتصاد، وبطبيعة الحال تعتمد ضريبة القيمة المضافة على استهلاك دافعي الضرائب وليس على دخلهم على عكس ضريبة الدخل التصاعدية التي تفرض ضرائب أكبر على أصحاب الدخول الأعلى حيث تُطبق ضريبة القيمة المضافة بالتساوي على كل عملية شراء.

تاريخ فرض ضريبة القيمة المضافة

أول ظهور لضريبة القيمة المُضافة كان في الثمانينات وحالياً الغالبية العُظمى من البلدان الصناعية التي تُشكل مُنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) لديها نظام ضريبة القيمة المضافة وتظل الولايات المتحدة هي الاستثناء الوحيد الموجود، جدير بالذكر أن الهدف الأساسي من فرض هذه الضريبة في البداية كان لسد العجز المالي لبعض الدول نتيجة حدوث مشاكل اقتصادية.


آلية عمل ضريبة القيمة المُضافة

أساس فرض الضريبة المُضافة يكون مبني على هامش الربح النهائي لكل عمليات البيع التي تتم على مُنتج مُعين سواء في مرحلة التصنيع أو مرحلة التوريد أو مرحلة البيع وتختلف الضريبة من دولة لأُخرى وتختلف كيفية حسابها كذلك بحسب السلع والدول.

أهمية ضريبة القيمة المُضافة على الاقتصاد

تُعتبر فكرة فرض ضريبة القيمة المُضافة على المنتجات أحد أبسط الطُرق التي تستخدمها الحكومات لسد العجز الاقتصادي ولذلك أحياناً ما يُطلق عليها ضريبة العجز الوطنية لأنها تُساعد في حل الأزمات الاقتصادية للدول بجانب العديد من الفوائد الأخرى مثل:


القضاء على ضريبة الدخل

في السابق كانت هُناك ضريبة تُؤخذ على الدخل بنسبة مُعينة وبطبيعة الحال كانت تزداد الضريبة كلما زاد دخل الفرض لكن عندما تم فرض القيمة المضافة تم القضاء نهائياً على ضريبة الدخل كون القيمة المُضافة تُحقق عائدات أكبر وهي تعتمد على أخذ نسبة من كل عمليات البيع والشراء التي تتم وفي نفس الوقت هي مُتساوية على جميع الأفراد ولا تعتمد بأي حال من الأحوال على الدخل.

حل مشاكل الضرائب

بمجيء فكرة فرض القيمة المضافة على السلع والمنتجات تم حل مُعظم المشاكل التي كانت تحدث مع المصالح التي لها علاقة بالضرائب وكذلك الأمور المالية المتعلقة بالمحاسبة الضريبية صارت واضحة بشكل كبير جداً فحالياً على سبيل المثال عندما تُريد إنشاء متجر على الإنترنت فلا بُد أن تُراعي فكرة فرض ضريبة القيمة المُضافة.



فُهناك خطأ شائع جداً وهو أن البعض أحياناً يُفكر في بدء مشروع مُعين كالتجارة الإلكترونية ويعتقد بأنه سيربح بنسبة 150% لأن المنتج مثلاً في الصين يُقدر بحوالي 10 دولار وهو سيستورده ويبيعه بحوالي 25 دولار وهكذا سيربح 15 دولار على كل عملية بيع، وهذا بطبيعة الحال تفكير خاطئ جداً لأنه لم يحسب ضريبة القيمة المُضافة التي عادة ما تُقدر بنسبة 15% على المنتج وكذلك الجمارك والتخزين وهذه الأمور.

تحسين اقتصاد الدول

بالطبع تظهر أهمية القيمة المضافة على السلع والمنتجات في فائدتها الأصلية وهي تحسين الاقتصاد الخاص بالدول وسد العجز المالي الموجود، فكما أشرت في البداية فإن الهدف أساساً من فرض ضريبة القيمة المضافة أنها تُعتبر مصدر جيد للمال لتحسين اقتصاد الدول وبخاصة بعد أن تم الغاء ضريبة الدخل التي كانت تُسبب مشاكل كثيرة جداً، كما أن العائد الخاص بهذه الضريبة تستخدمه الدول لتمويل البرامج التنموية والحيوية مثل برامج الشباب وبرامج الرعاية الصحية وغيره.


الحد من التهرب الضريبي

بطبيعة الحال بعد أن صار يتم فرض ضريبة على كل المعاملات من بداية تصنيع المنتج وحتى تسليمه للعميل فصارت فكرة التهرب من الضرائب أو مُحاولة التفلت من دفعها أمر صعب جداً حتى على المعاملات التي تتم من خلال الانترنت، فلو دخلت لأحد المواقع الخاصة بالتسوق الآن ستجد أنه يضع بجانب السعر نسبة القيمة المضافة وإذا لم تجدها فسيُفاجئك بها الموقع عند إتمام عملية الشراء لأنه بكل تأكيد الموقع هو علامة تجارية وبالتالي إذا لم يلتزم بفكرة القيمة المضافة فسيُواجه مشاكل حكومية كثيرة وربما يتم إغلاقه.

حافز أقوى للربح

هذه النقطة مُرتبطة إلى حدٍ ما بالنقطة الأولى وهي أنه في السابق عندما كان يتم فرض ضريبة الدخل كان البعض يخاف كثيراً من أن يربح أكثر لأنه يعلم أنه كلما ربح أكثر كُلما دفع أكثر وكانت ضريبة الدخل نسبة كبيرة أما حالياً فلم تعد هُناك ضريبة دخل وبالتالي صار الكل يبحث عن طُرق لتحقيق عائدات أكبر بدون خوف أن يُؤخذ منه نسبة.

احصل على آخر التحديثات