دراسة الجدوى هي الأساس الذي يقوم عليه بناء أي مشروع لأنه إذا لم تتمكن من دعم مشروعك فلن يكون لديك أي مشروع حيث يتعين على جميع الشركات أن تدرس بدقة الإجراءات التي تتخذها سواء كان العمل قد بدأ للتو أو كان قيد التنفيذ لأن إثبات جدوى فكرة أو إجراء يُمكن أن يُحدد في النهاية ما إذا كان المشروع سينجح أم لا وبطبيعة الحال أفضل أداة لتحديد ذلك من خلال إجراء دراسة الجدوى للمشروع.
دعنا نتفق على شيء أولاً وهو أن أنجح الشركات تكون لديها أهداف طموحة فسواء كانت بصدد إطلاق مُنتج جديد أو الخوض في سوق جديد فصاحب الشركة يعلم تمام العلم أن النمو يتطلب مُستوى مُعين من الاختبار والمخاطر وبالتالي تجده دائماً حريص على إنشاء دراسة الجدوى للمشروع لأنه يعلم أنها لن تُساعده في تحقيق أقصى استفادة من وقته فحسب بل ستؤدي أيضاً إلى زيادة نتائج أعماله.
ما هي دراسة الجدوى؟
إذن لنبدأ أولاً بتوضيح ماهية دراسة الجدوى وهي باختصار دراسة يتم إجراؤها من أجل تقييم ما إذا كان إجراء مُعين منطقياً من وجهة نظر اقتصادية أو تشغيلية، أي أن الهدف منها هو اختبار جدوى إجراء مُعين وتحديد وتعريف أي قضايا قد تُعارض هذا الإجراء، بمعنى آخر فإن دراسة جدوى أي مشروع تجد فيها الإجابة عن سؤال "هل هذا المشروع مُمكن؟".
ومن المهم أن تتذكر أن دراسة الجدوى تختلف كثيراً عن خُطة العمل حيث تتمثل خُطة العمل في تخطيط وتحديد الإجراءات اللازمة لتحويل الفكرة إلى واقع بينما تُوفر دراسة الجدوى تحقيق في وظيفة أو فكرة مُحددة وتقييم ما إذا كانت قابلة للتطبيق أم لا، إذن نستخلص الآن أنه من المهم تنفيذ كلتا الخُطتين قبل إنشاء أي شركة أو مشروع إلا أنه يجب تنفيذ خُطة العمل بمجرد اعتبار العمل قابل للتطبيق من خلال دراسة الجدوى.
خُطوات إنشاء دراسة الجدوى لأي مشروع
إجراء تحليل أولي لاكتشاف المشاكل
أول خطوة لا بُد أن تفعلها هي إجراء تحليل أولي لمتطلبات المشروع لتقييم التطبيق العملي والجدوى للخطة المقترحة وتُحدد ما إذا كانت لديك التكنولوجيا والموارد اللازمة لبدء المشروع بجانب قياس وتحديد عائد الاستثمار فبكل تأكيد سيُساعد فهم أهداف وغايات عملك قبل أن تبدأ المشروع في الحفاظ على توافق الجميع والعمل نحو نفس الهدف، ويُفضل أن تكون الفكرة في الأساس مُبتكَرة وإبداعية وليست تقليدية فهذا مُهم جداً للنجاح والتقدم في وقت أقل.
تقييم الميزانية وإعداد بيان الدخل
بطبيعة الحال أسرع طريقة لإخراج أي مشروع أو مُبادرة جديدة عن مسارها هي إساءة استخدام الميزانية أو إهدارها نتيجة لعدم الدراسة الصحيحة خاصة عندما تكون الميزانيات محدودة وبالتالي لا بُد أن تقوم بتحديد مقدار الميزانية المتوفرة لديك للمشروع وتحديد تدفقات الإيرادات المتوقعة، باختصار هذه الخطوة تتطلب منك العمل بشكل عكسي بمعنى أنك تتوقع الدخل العائد من المشروع ومن ثم تحديد ما هو الاستثمار المطلوب لتحقيق هذا الهدف أو هذا الدخل.
إجراء مسح كامل للسوق
هذه واحدة من أهم الأساسيات التي لا بُد من وضعها بعين الاعتبار أثناء إعداد دراسة الجدوى لأي مشروع، لذا حاول إلقاء نظرة أعمق على السوق واكتشف هل هُناك طلب على مُنتجك أو خُطة عملك؟ وما هي العوائق التي ستواجهها على طول الطريق؟ وماذا يفعل مُنافسيك؟ صدقني هذه الخطوة هي مفتاح نجاح دراسة الجدوى الخاصة بك لذا اجعلها شاملة قدر الإمكان وإذا لم تتمكن من فعل ذلك فحاول البحث عن شخص ليقوم بذلك بدلاً عنك.
إنشاء خُطة عمل للمشروع
بعد أن قُمت بتطبيق الخطوات السابقة فقد حان الوقت لإعداد التنظيم والعمليات للمشروع التجاري المُخطط له وهذا سيحدث عن طريق
إعداد خُطة عمل والتي يجب أن تكون شاملة وتتضمن تكاليف بدء التشغيل والاستثمارات الثابتة وتكاليف التشغيل والخُطوط التي سيتم السير عليها لتنفيذ المشروع، باختصار الخُطة هي الوسيلة التي سيتم من خلالها إحياء المشروع الخاص بك والوصول به لمرحلة التنفيذ.
إعداد الموارد المالية والمادية للمشروع
الآن وبعد أن أصبحت لديك خُطة قابلة للتنفيذ فقد حان الوقت لإعادة تقييم الموارد المالية للمشروع، وللقيام بذلك ما عليك سُوى إحضار البيانات المالية لإعداد الميزانية العمومية لبدء المشروع والتي تطرقنا لها في الخطوة الثانية وتُقرر هل ما زلت تتوقع نفس الإيرادات بعد إنشاء خُطة العمل؟ وبطبيعة الحال تتضمن الموارد المالية الأصول والخصوم والتكلفة والتمويل المتاح والمتطلبات التي يجب مُراعاتها وهنا يُمكن أن تُساعدك
منصة مُحكم في ذلك حتى بعد تنفيذ المشروع.
مراجعة وتحليل كافة البيانات
ننتقل الآن للخُطوة الأهم في دراسة الجدوى والتي تتطلب منك تركيز عالي جداً، طبعاً كل الخطوات السابقة مُهمة ولكن المراجعة والتحليل مُهمان بشكل خاص للتأكد من أن كُل شيء على ما يُرام ولا يتطلب أي شيء التغيير أو التبديل، صدقني هذا هو الوقت المناسب للتفكير في المخاطر والتحليل والإدارة والتوصل إلى أي خُطط للطوارئ والمفيد أيضاً في هذه الخطوة أنها ستُمكنك من معرفة مدى احتمالية نجاح مشروعك.
اتخاذ قرار المتابعة من عدمه
بعد تطبيق كُل الخطوات السابقة بالشكل الصحيح فستتمكن بكل سهولة من تحديد ما إذا كان المشروع مُجدياً بشكل موثوق وموضوعي واستراتيجي أم لا، وإذا لم يكن الأمر كذلك فيُمكنك بناء خُطة إستراتيجية أُخرى لتشغيلها من خلال دراسة الجدوى، وبمجرد أن تُلاحظ بأن كل شيء على ما يُرام فلا تتردد بتطبيق المشروع مُباشرة.